ترك زوجته بحثًا عن الإنجاب وتوفي في ظروف غامضة.. أسرار في حياة المخرج الكبير نيازي مصطفى
قدم عدد كبير من الأفلام الكوميدية والتراجيدية المهمة التي تظل علامة في تاريخ السينما المصرية، وتوفي في ظروف غامضة؛ حيث عثر على جثته مقتولا، داخل شقته في منطقة الدقى بالجيزة، 38 عاما ومازال اللغز مجهولا والفاعل غير معلوم، هو المخرج الكبير نيازى مصطفى الذي يحل اليوم ذكري وفاته.
زواج نيازي مصطفى
ولد نيازي مصطفى 11 نوفمبر عام 1910 بالسودان، لأب سوداني وأم تركية، عاش قصة حب قوية بدأت خيوطها عندما ألتقي بالفنانة (كوكا) في فيلم (مصنع الزوجات)؛ حيث عاشا قصة حب وانتهت بالزواج.
وتبني نيازى موهبتها وأخرج لها العديد من الأعمال، والتي كان لها دور كبير في شهرتها وانتشارها في الوسط الفني كله، وكان أشهرها فيلم (عنتر بن شداد) وبعد فترة من الزواج والاستقرار علم أنها لا تستطيع الإنجاب، فقد أكد لها الأطباء استحالته وهو ما جعلها تطلب من زوجها أن يرتبط بامرأة أخرى تستطيع أن تنجب له.
وبعد إصرارها وإلحاحها وافق مصطفى على الارتباط بسيدة أخرى حتى وقع الاختيار علي الراقصة (نعمت مختار)، ولكن لم يستطع تحقيق حلمه أيضا وعندما تأكد من ذلك انفصل عنها، وقرر العودة إلى حبه الأول الفنانة كوكا، بعدما علم أنها اصيبت بالسرطان وظل معها حتي توفيت في شهر يناير عام 1979.
مسيرته الفنية
أكمل نيازي دراسته الجامعية في ألمانيا والتحق هناك بمعهد الفيلم الألماني، ثم عاد إلى مصر ليعمل في «ستوديو مصر»، ثم مساعد مخرج مع الفنان يوسف وهبي، ثم انطلق في عالم الإخراج.
أول عمل فني خرج للنور وحمل اسم المخرج نيازي مصطفى كان فيلم «سلامة في خير» إنتاج عام 1937، وبطولة نجيب الريحاني، ثم فيلم «سي عمر» إنتاج عام 1941 في ثاني عمل جمعهما.
وفي العام ذاته، أخرج نيازي مصطفى فيلم «مصنع الزوجات»، الذي تبنى خلاله قضية تحرير المرأة، ما فتح عليه باب جهنم سواء من الصحافة أو الرقابة أو جهات أخرى، بدعوى تحريضه على تحرير المرأة ودعوته لممارستها حقوقها السياسية.
وفي المجمل، أخرج نيازي مجموعة من أهم الأعمال الفنية للسينما المصرية في ذلك الوقت، وتعامل مع أغلب نجوم الصف الأول آنذاك، ومن ضمنها: «عنتر بن شداد، ولقمة العيش، ورصيف نمرة 5، وسر طاقية الإخفاء، وست الحسن، وقمر 14، و30 يوم في السجن»، وآخر أفلامه كان «القرداتي»، الذي رحل قبل أن يراه في دور العرض السينمائية.
وحصل نيازي على العديد من الجوائز، منها تكريم الدولة في عيد العلم عام 1965، والشهادة الذهبية من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما في 1976، أيضا كرمه المركز الكاثوليكي عن مجمل أعماله في عام 1977، ونال جائزة الريادة من الجمعية المصرية لفن السينما في عام 1986.