ثريا حلمي .. بدأت مشوارها فى عمر 8 سنوات وحصدت لقب أول مسحراتية
دائما ما ارتبطت مهنة المسحراتي بصورة الرجل، سواء في المجتمع العادي الذي نعيشه، أو في الوسط الفني، وقد برع نجوم عدة في تجسيد تلك الشخصية، لكن المدهش أن ترتبط تلك المهنة بامرأة، خاصة إذا كانت من الوسط الفني، وبالفعل فقد كانت ثريا حلمي مختلفة عن غيرها، واستطاعت أن تقرن تلك المهنة باسمها.
أول مسحراتية
إذ أنها كانت أول سيدة تمتهن هذه المهنة حتى ولو فنيا، وكانت أول مَن أدخلت مصطلح المسحراتية، وذلك من خلال مسكها الطبلة في أحد مونولوجاتها بهدف إيقاظ النائمين، وخلاله مدحت أخلاق الكرماء الذين لا يردوا سائلا ولا محروما، وجسدت الشخصية بشكل حي، لتصبح أو مسحراتية فنية.
ومنذ صغرها وكانت حياة ثريا حلمي مثيرة، إذ بدأت مشوارها الفني وتحديدا مع الغناء وهي لم تبلغ الثامنة من عمرها بعد، ويرجع التحاقها بالفن منذ سن صغيرة إلى نشأتها في أسرة فنية، إذ كانت شقيقتها مطربة وكانت بدايتها معها على خشبة المسرح، مقدمةً وصلات غنائية.
نبوغ مبكر
وقد ذاع صيت ثريا حلمي مبكرًا، إذ استطاعت خلال فترة قصيرة أن تنافس الفنان محمود شكوكو على لقب المسحراتي، وأيضا فن المونولوج، وكذلك إسماعيل يس، لكنها تميزت وبرعت فيه هي الأخرى، وقدمت ما يقرب من 300 مونولوج منهم اديني عقلك، ويا سيدي عيب، وكانت مونولوجاتها هي الأكثر شهرة، حيث دائما ما ناقش قضية اجتماعية، وأشهر كلماتها : إدي العيش لخبازه، عيب اعمل معروف، عايز أروح، فتح يا ابني فتح، لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، كنت فين يا علي، النص نص، القرعة بتتباهى بشعر بنت أختها.
وفي عام 1940 اتجهت ثريا حلمي للتمثيل مع ميمي شكيب، حيث شاركتها فيلم حياة الظلام، وكانت موهبتها الفنية مطلوبة لدى صناع الفن، فقدمت ما يزيد عن 75 عملًا فنيا تنوعت بين السينما والمسرح، وأيضا كونت ثنائيً فني مع إسماعيل ياسين، وقدما معًا العديد من الأعمال، أبرزها فيلم إسماعيل ياسين في بيت الأشباح عام 1951، وفيلم حلال عليك عام 1952.
في عام 1969 كانت النهاية الفنية للفنانة ثريا حلمي، حيث اعتزلت الفن، وفي عام 1994 رحلت عن عالمنا، وصعدت روحها إلى بارئها عن عمر يناهز 70 عامًا.