ريفيو - مش روميو وجوليت ... ولكن الحب ينتصر
يقول البير كامو الفيلسوف الفرنسي أن طريق الحياة وعر وشاق دون مساعدة الدين والفن والحب، هذا ملخص مسرحية مش روميو وجوليت بطولة الفنان علي الحجار والفنانة رانيا فريد شوقي وإخراج المخرج عصام السيد وصياغة شعرية أمين حداد.
يتعرف الجمهور خلال العرض على مدرسة الوحدة التي تضم تلاميذ مسلمين ومسيحين يحدث بينهم فرقة لقصة تذاع في المدرسة حول وقوع الأستاذة زهرة (رانيا فريد شوقي) في حب أستاذ يوسف وهي مسلمة وهو مسيحي.
وفي واقع الأمر فهناك صداقة نشأت بينهما فقط من زمن لأنهما جيران ومن هنا تطورت علاقتهما لصداقة قوية.
الحبكة الرئيسية في العرض تدور حول الصراع بين الفريقين بالمدرسة والفرقة التي حدثت بسبب هذه الصداقة.
وقد أتقن عصام السيد إدارة المجاميع في هذا العرض، واستمتع الجمهور باستعراضات وعرض غنائي جيد رغم مباشرة الفكرة.
كل شيء في العرض كان يرمز لقصته التي تدور حول تجميع شتات الطلبة الذين حدث بينهم فرقة بسبب إشاعة قصة الحب الممنوع، بداية من اسم المدرسة "الوحدة" وحتى تكونيات المجاميع التي أجاد إدارتها المخرج عصام السيد.
فاعتمد عصام السيد على بعض التكونيات التي توحي برمزيات معينة، فعلى سبيل المثال الطالب المتطرف ومعه أفكاره التي تجسدت في أشخاص يرتدون السواد، ووجودهم حوله في أعلى المسرح وكأن التكوين يقول أن التطرف لن ينتهي ولكن بيدنا أن نجعله على هامش الصورة بعيدًا بالأعلى.
كذلك اختيار الدعاء الذي تشعر من خلاله بالوحدة أيضا، فالجميع كان يدعي بعد الأزمة التي تعرض لها أستاذ يوسف بنفس الشكل تقريبا دون ألفاظ مختلفة، فاتفق الجميع على كلمة "يارب" ومناجاة الرب بشكل موحد وكأن العرض يقول أن كلنا نعبد الله باختلاف العقائد.
على الرغم من مباشرة العرض إلا انه كان ممتعًا، فحقق هدفه من توصيل رسالة نشر الحب والتغلب على الجهل والتطرف بممارسة الفن الذي يحقق الوحدة.
فتتحقق الوحدة عن طريق تطبيق مسرحية روميو وجوليت على الطلاب لأدائها على خشبة مسرح المدرسة، وتنجح الخطة بعد اجتهاد الطلبة جميعهم في أداء العرض.
وبمناسبة الأداء فقد لمعت رانيا فريد شوقي في هذا الدور وتميزت بخفة مع الغناء والاستعراضات بشكل متميز ومختلف عما كنا نشاهده لها من أدوار، كما برع الفنان عزت أمين في أداء دور مدير المدرسة في شكل المدير الحاسم الحازم ولكن يتمتع بقدر كبير من التفتح والذكاء لإدارة المشكلة العويصة التي دارت في المدرسة.
بالطبع لا يوجد خلاف على موهبة الفنان علي الحجار الغنائية، فهي سبب أساسي لتوجه الجمهور للعرض، وعلى مستوى التمثيل فهو كبقية المغنيين -إلا النادر- محدود الموهبة التمثيلية ولكن أدى دوره بشكل جيد ومقبول.
إن طريق الحياة وعر وشاق دون مساعدة الدين والفن والحب، معاني أكد عليها العرض من خلال الحوار أو الأشعار والأغاني.
الحب الذي يجمع الشتات ويهدم الفرقة، والفن الذي يوصل الجسور بين الناس مهما كانت الاختلافات بينهم.
تنتهي المسرحية بهذه الكلمات
لو في يوم العالم غلبك
بص للعالم بقلبك
تلقى الدنيا جنبك
فيها حب...فيها حب
على الرغم من أن العرض يحمل اسم " مش روميو وجوليت" إلا أنه جعل الحب في النهاية ينتصر.