المسيح يمنح مصر هدية.. لماذا لا يكتمل الحج إلا بزيارة المحروسة؟| حوار
تعتبر رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر من أهم الأحداث الدينية والتاريخية التي تركت بصمات خالدة على التراث المصري.
كما تُعد الرحلة ليست مجرد قصة دينية وحسب، بل هي جزء من الإرث الثقافي والإنساني العالمي حيث لا تقتصر أهميتها على الجانب الديني فقط، بل تمتد لتشمل جوانب أخرى كثيرة.
أشهر وأعظم رحلة في التاريخ
في حوار خاص لـ "صدى البلد"، قال بيشوي دميان حلمي، الباحث بكلية الاثار جامعة القاهرة، إن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر هي أشهر وأعظم رحلة في التاريخ، حيث تمت بناءً على رؤيا مقدسة وأمر إلهي.
وتابع: كانت هذه الزيارة من أروع الظواهر السامية والعجيبة التي منحت مصر امتياز فريد خالد عن سائر الشعوب الأخرى، كما أن رحلة العائلة المقدسة لمصر من العوامل الجذب الهامة بالنسبة للسياحة، ويرجع ذلك لأهمية الحدث التاريخي حيث أعلن بابا الفاتيكان ضم رحلة العائلة المقدسة في مصر كمسار للحج الفاتيكاني.
وأكمل: أي انه لن يكتمل الحج المسيحي إلا بزيارة مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، لذا يقع على عاتقنا مسئولية كبيرة تجاه هذه الآثار بضرورة التركيز عليها والعمل على إعلانها للنور من خلال دراستها ومحاولة التوصل لما هو جديد.
وأضاف: مصر كانت رائدة العالم الأممي حيث كانت مركزًا لجميع المعبودات الوثنية، فأراد الله أن يقدس أرضها ويقيم وسط الأرض الأممية مذبحًا له بدير السيدة العذراء المعروف بالدير المحرق بمحافظة أسيوط وذلك عملًا بالآية الكتابية" فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ." اشعياء 19:19.
مصر رمز للهروب من الشر
وواصل: كما كانت مصر رمزًا للهروب من الشر والضيقة عبر كل الأزمنة والعصور وإلى وقتنا هذا، حيث اشتهرت مصر بقدوم العديد من شخصيات الكتاب المقدس وانبيائه، فكانت هي الامن والأمان لكل من يرحل إليها قاصدًا حياة سالمة وعيشة هنية، وهكذا صارت مصر رمزًا لطوق النجاة، وملجأ للهروب من وجه الشر.
وأكد أن زيارة العائلة المقدسة لمصر حقيقة أثرية تؤيدها الكنائس والأديرة الموجودة بمسار الرحلة ومحطاتها، كما تؤيد حقيقتها المغارات والحفائر المتعلقة بتاريخ الرحلة.
وقال الباحث بيشوي دميان، إن رحلة العائلة المقدسة حقيقة كتابية حيث وردت في الكتاب المقدس وبالتحديد في العهدين القديم والجديد.
وأشار إلى أن رحلة العائلة المقدسة حقيقة تاريخية حيث وردت العديد من تفاصيلها في المصادر التاريخية مثل الميامر والمخطوطات القبطية.
وأكمل: رحلة العائلة المقدسة حقيقة دينية كنسية هامة حيث جاءت أغلب تفاصيلها في العديد من الكتب الكنسية المُستخدمة في الصلوات والقداسات وهذا دليل على مدى ارتباط الرحلة بطقوس الكنيسة وعقيدتها الإيمانية.
مصر ملاذ آمن عبر التاريخ
واستطرد: مجيء العائلة المقدسة إلى مصر، سيظل يستأثر بعقول الأجيال المتلاحقة، وستظل هذه الرحلة رمزًا للإيمان والمحبة، وإرثًا عالميًا يحتفي به ليس المصريون فقط بل العالم بأسره، لما تبرزه من مكانة مصر كمهد للحضارات وملاذ آمن عبر التاريخ، مؤكدةً دورها كمركز للإشعاع الثقافي والديني.
واختتم حديثة قائلا: مجيء العائلة المقدسة لمصر جعلت من أرض مصر ملاذًا آمنًا ومصدرًا للثقة في وسط تجارب الحياة، معقبا: نشكر الله لأنه أوضح لنا من خلال هذه الرحلة كيف تكون العناية الإلهية أن تظل هذه الأرض دائمًا مصدرًا للأمن والأمان لكل من يلجأ إليها.
اهتمام الرئيس بمسار العائلة
ومنذ أيام قليله، أكدت وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، الاهتمام الذي توليه الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لمشروع مسار العائلة المقدسة، وتطوير كافة نقاط المسار الخمس والعشرين بالمحافظات.
وأشارت الوزيرة، إلى أنه سيتم التنسيق بين الوزارة والمحافظة خلال الفترة المقبلة؛ لتطوير المنطقة المحيطة بمسار العائلة المقدسة بمسطرد، للتواكب مع أعمال التطوير ورفع كفاءة كافة نقاط المسار بجميع المحافظات.
وفي وقت سابق، قال البابا تواضروس الثاني، إن اهتمام الدولة سواء الوزارات والمحافظين كل فى محافظته بمسار العائلة المقدس هو اهتمام من أجل مصر، والرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء وكل الأحباء يهتمون بهذا، فهو صورة قوية نستطيع أن نصدرها للعالم كله من أجل مصر وكذلك صورة من أجل السلام الذي جعل مصر حصنا أمينا في الرحلة المقدسة نقول رحلة ولكنه في الحقيقة هو هروب.