«جولد بيليون»: ارتفاع الذهب العالمي مع توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأمريكية
ارتفع سعر الذهب العالمي بشكل كبير خلال تداولات، اليوم الخميس، ليسجل أعلى مستوى منذ بداية الأسبوع، وذلك مع تزايد توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة بشكل حاد من قبل البنك الفيدرالي الأمريكية خلال اجتماع سبتمبر بعد بيانات فرص العمل الضعيفة التي صدرت يوم أمس.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى منذ بداية الأسبوع عند 2516 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2495 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2514 دولار للأونصة.
ويأتي ارتفاع اليوم في الذهب بعد أن شهد تذبذب كبير خلال جلسة الأمس حيث انخفض ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 2471 دولار للأونصة قبل أن يعكس تداولاته لأعلى ويغلق فوق مستوى الدعم 2490 دولار للأونصة.
كما يعد السبب الرئيسي لعكس الذهب حركته لأعلى هي تغير توقعات الأسواق المالية تجاه أسعار الفائدة الأمريكية، فقد تزايدت احتمالات خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى 45% بعد أن كانت بنسبة 38%، ووصلت توقعات الأسواق لخفض 25 نقطة أساس إلى احتمال بنسبة 55%.
وأظهرت البيانات التي صدرت يوم أمس عن الولايات المتحدة الأمريكية أن فرص العمل في الولايات المتحدة انخفضت إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات ونصف في يوليو، لكن الخفض في حد ذاته ربما لا يكفي لتبرير خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
ولكن تصريحات رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي زادت من هذا التأثير حيث أشارت إن خفض أسعار الفائدة ضروري للحفاظ على صحة سوق العمل.
وعاد سعر الذهب إلى الارتفاع والتداول فوق المستوى المحوري 2500 دولار للأونصة ولكن يبقى الحذر قائم في الأسواق التي تنتظر تقرير الوظائف الحكومي الذي يصدر يوم غد الجمعة، وهو محور اهتمام الأسواق العالمية هذا الأسبوع.
من جهة أخرى، تصدر اليوم المزيد من بيانات الوظائف الأمريكية بداية من مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي بالإضافة إلى أعداد طلبات اعانات البطالة الأمريكية، وستعمل هذه البيانات على التأثير على تحركات الدولار والذهب في حال تغيرها بشكل أكبر من التوقعات.
وتزيد انخفاض بيانات الوظائف الأمريكي، من مخاوف الأسواق بإمكانية دخول الولايات المتحدة في ركود اقتصادي، وهو ما يزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة أن التوقعات تصب في صالح الذهب بشكل عام مع اقتراب البنك الفيدرالي الأمريكي في البدء في سلسلة خفض أسعار الفائدة بداية من اجتماع 17-18 سبتمبر الجاري وفقاً لتوقعات الأسواق.
وتشير الكثير من التوقعات إلى أن الذهب لم يصل بعد إلى أعلى سعر له في عام 2024، وأن المستوى 2600 دولار للأونصة ليس بعيد عن الذهب الذي سجل أعلى مستوى تاريخي في شهر أغسطس الماضي عند 2531 دولار للأونصة.
كما ترى العديد من المؤسسات المالية العالمية، أن البنوك المركزي تظل هي المحرك الرئيسي للطلب المادي على الذهب خلال الفترة الأخيرة ومن المتوقع أن تستمر على هذا السياق، وقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن تضاعف عمليات الشراء الصافية من قبل البنوك المركزية للذهب لتصل إلى 37 طنًا في يوليو بينما وصل إجمالي المشتريات إلى 45 طن، وفي المجمل أضافت سبعة بنوك مركزية الذهب (طن أو أكثر) إلى احتياطاتها في يوليو، بينما خفض بنك مركزي واحد فقط حيازاته من الذهب.
وكان البنك المركزي البولندي أكبر مشتري مضيفًا 14 طنًا، وهي أكبر زيادة شهرية له منذ نوفمبر 2023، ورفع هذا الشراء حيازاته من الذهب إلى 392 طن أو 15% من إجمالي الاحتياطيات، حيث كانت بولندا في موجة شراء للذهب منذ أبريل، حيث جمعت 33 طنًا على مدى الأشهر الأربعة الماضية.